تحليل مفصل حول معاني إفتتاحية طوكيو غول الأولى Unravel
Unravel
الأغنية الافتتاحية لإنمي Tokyo Ghoul التي نافست منذُ انطلاقتها على أعلى المراتب وحققت انتشاراً عالمياً واسعاً ليس فقط لألحانها وسلاسة كلماتها وبراعة المغنّي TK في متابعة الإيقاع السريع بل لمعانيها التي لم تعبّر فقط عن الفلسفة التي يحاول طوكيو غول طرحها بل عن المعاناة التي قد تعترضُ الإنسان في مجريات حياته المختلفة .
حققت unravel نجاحاً باهراً وتصدّرت الأرقام والمشاهدات على اليوتيوب وأصبحت في المرتبة الثانية بعد افتتاحية الموسم الأوّل من إنمي Attack on titan من ناحية عدد المشاهدات وحققت المركز الأوّل كأفضل افتتاحية لعام 2015
بغضِّ النظر عن معاني الأغنية التي ومن الواضح أنّها مغناة على لسان كانيكي كين الذي يوجّه الحديث لنفسه تارةً وتارةً أخرى للنّاس الذين يحيطون به ؛ كانيكي الذي يخضع لتغييراتٍ نفسيّةٍ كبيرة في شخصه وفي تفاعله مع غيره وإدراكه لماضيه أو ما سيحلُّ في مستقبله مع كلِّ كارثةٍ أو ما قد نراها نحنُ من منظورنا على أنّها الكارثة في حياته ولكنّها ليست سوى إحدى نقاط التغيير التي ستفتح له العديد من الأبواب ليعي المعاني الأخرى من الحياة من خلالها ويعلمَ أنَّ المصائب أو الصعوبات أو أو أو ، ليست سوى إحدى الطرق التعليمية التي تسقطها الحياة سوطاً على نفوسنا .
" تقبّل ألماً يجعلكَ تستوعبُ ألماً أكبرَ قد سبقه "
والتماشي مع الحياة بمطبّاتها حتى لو رافقه انحرافٌ أو تغيّرٌ في المبادئ أو المشاعر ليسَ معيباً بقدر ما هو المعيبُ أن نخضعَ ونستسلم لها .
مجرّد المحاولة في عالم طوكيو غول كان كافياً ليجعلك في المقدّمة .
البعثُ والتقمّصُ والولادة والحزنُ والتقبّل جسّدها طوكيو غول بأسلوبٍ أبدع فيه سوي إيشيدا جعل فيه السعادة عبرةً وليست غاية .
كانيكي الذي كان يتنقّل بين شخصياته التي تحكي حكاياتٍ مختلفة من الآلام كان يتخبّط في مشاعره إلا أنّه وفي كلِّ مرّةٍ كان يعي شيئاً يخصّه جعله ينتهي من تركيب الأحجية النفسية التي في داخله ويصلُ أخيراً لحقيقة أهميته في الحياة وهدفه منها وكيف قد تتجلّى السعادة بالعديد من الأشكال .
ولذلك ارتأى إيشيدا أن تكونَ نهايةُ السلسلة على شكل (نهاية سعيدة) فاجأتِ القرّاء الذين اعتادوا على المآسي في طوكيو غول ؛ كي لا تضيع العبرة الأخيرة من هذه القصّة على حدِّ تعبيره .
ايشيدا كان قد قرّرَ مسبقاً قتل الجميع في النهاية ولكن في الحقيقة كانيكي كان في كلِّ مرّةٍ يموت بالمعنى المجازي ويعودُ من جديد بهويّةٍ أخرى أكثرَ تكيّفاً مع ما قد مرَّ معه سابقاً ؛ فالموت كما يظهره عالمُ طوكيو غول ليس بالمعنى الجسدي الفيزيولوجي بل ظهر مفهومه في السلسلة على أنّه موتُ التجارب وتجاوز الماضي وانطلاقة جديدة نحو المستقبل ؛ ورأى ايشيدا في منح كانيكي حياةً أخيرةً قد تبدو سعيدةً كما وصفناها في هويّتهِ الأخيرة مع توكا وابنتهما والآخرين حولهما الزبدة من قصّته وفلسفته .
كانيكي في الأغنية إذاً يوجّه الحديث لنفسه ويصفُ العالمَ بال ( مكسور ) وهذا الوصف مرَّ حرفياً في المانجا .




ونرى أنَّ لريزي وتوكا حصّةٌ مهمّةٌ من الافتتاحية وما يراه ويقوله كانيكي في الأغنية .
ريزي هي السبب الذي جعلَ كانيكي يرى العالم بحقيقته ؛ وعندما باتَ واعياً على مفهوم الجمال الحقيقي في العالم أصبحت توكا جزءاً لا يتجزّأ من ذلك المفهوم بالنسبة له فسقط في حبّها وفي كلِّ مرّةٍ يحتاجُ فيها لذلك المفهوم أن يتبلّور في عينيه أكثرَ فأكثر كانت توكا في المشهدِ أمامه دائماً 



هذا موجودٌ في الطبِّ النفسي بما يدعى (تبدّد الذّات والواقع) ؛ وهو مفهومٌ صعبٌ على الشخص تفسيره فيصف العالم كأنّه مقلوبٌ أو كأنّه يرى العالم من زجاجٍ أو يرى نفسه داخل زجاج أو غيرها من الأوصاف وهو أحد أعراض اضطراب الهوية الشخصية أو تعدّد الشخصيات
ونعلمُ أنَّ احتمال إصابة كانيكي ب(اضطراب الهوية الافتراقي ) Dissociative Identity Disorder كبيرٌ جدّاً ولا تزال تطرح النظريات عن هذه الفكرة هنا وهناك في نقاشات فاندوم طوكيو غول باعتبار أنَّ مانجا طوكيو غول مانجا ( نفسية ) بالمقام الأوّل .
رؤية كانيكي للعالم السابق تلاشت تماماً بسبب ريزي ؛ كسرت له ما كان فيه وكوّنت له الرؤية الحقيقة التي يجبُ أن يراها ( العالمُ المنحرفُ المكسور ) .


المميّز هنا أنَّ تلك الانعكاسات ( خاطئة ) وليست مطابقة تماماً لكلِّ شخصية ؛ وهذا ما يدلُّ على أنَّ لكلِّ مرءٍ فينا ما يخفيه عن غيره ويوجد في داخله ما لا يظهره للعلن أبداً ؛ ونعود لفكرة أنَّ ما نراه وما يجبُ أن نراه أمران مختلفان تماماً ولا يحبّذ أن نرى العالم حولنا بالشكليات فقط .
ثمَّ ننتقل للجزء المفضّل لدي

ورود الزَّنبق الحمراء العنكبوتية ترتبطُ في الثقافة اليابانية مع الحياة الآخرة ؛ الذكريات المنسية والمهجورة ؛ وترمزُ الزنابق الحمراء العنكبوتية في الفلسفة البوذية إلى الطريق الذي يرشد الروح خلال مسيرها في دورة البعث والولادة من جديد ؛ ريزي أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من حياة كانيكي جسدياً ونفسياً وكانت السّبب كذلك في الانقلاب الثاني في شخصيته بعد خضوعه للتعذيب من قبل جايسون
كما قلنا انقلب منظور كانيكي عن الجمال في العالم ؛ فالرؤية أصبحت ظلاميّةً تماماً ولا وجودَ سوى لريزي بالألوان الزّاهيةِ التي تخرج من الغاكوني وبورد الزَّنبق الحمراء المميتة أظهرت له الجانبَ الجماليَّ الحقيقي الذي توارى عن منظوره الضيّق السابق للعالم
ثمَّ نأتي للجزء الأحلى من هداك 










ومع كلمات ( تذكرني ؛ لا تنسى شكلي أبداً ) تبدأ الكاميرا أو مهما يكن
بالابتعاد عن كانيكي شيئاً فشيئاً حين بدأ كانيكي بتقبّل ذاته الجديدة تاركاً ماضيه وراءه منطلقاً بثقةٍ نحو التّجارب القادمة التي ستسبّبُ المزيد من الآلام له وهو يدرك ذلك تماماً مختاراً الابتعاد عن أحبّته كي لا يكونوا جزءاً من صراعه وحتى لا يُلحقَ الأذى بهم


ليسَ العيبُ أن نلقى مصيباً
نهجُ الخضوعِ فينا هو المُعيبُ
ولا الجميلُ أن نصحبَ حبيباً
أن نداريهِ ألماً منّا عِشقٌ يطيبُ
لا تأسى على بُعدٍ تراهُ مَخيباً
وإن كنتُ بعيداً فأنا هنا قريبُ
ليسَ العيبُ أن نلقى مصيباً
نهجُ الخضوعِ فينا هو المُعيبُ
روعةٌ في المرئيات صاحبت الكلمات الرائعة لأغنية unravel بصوت المبدع TK الذي كتبها لحّنها وأدّاها جعل منها أيقونةً ارتبطت بالقصّة ولا يمكن أن ينساها محبّوا سلسلة طوكيو غول أبداً فكانت افتتاحية الإنمي أفضلَ من الإنمي بحدِّ ذاته والتي جعلت من الانمي يستحقُّ المشاهدة أساساً .
لا داعٍ في الأخير لأتحدث عن سلسلة (مانجا) طوكيو غول التي تعتبر من أشهر المانجا حول العالم على الرغم من أنّها لا زالت مهمّشة برأيي ولم تلقَ الاستحقاق الذي وجبَ أن ترتقي له بسبب سلسلة الإنمي التي اُقتبست عنها والتي تُعرف بأنّها واحدة من أسوأ الاقتباسات عن سلاسل المانجا .
مانجا طوكيو غول من تأليف المتخفّي العبقري سوي ايشيدا
تحت تصنيف السينين والرّعب النفسي والفانتازيا المظلمة
تتألّف من قسمين :
Tokyo Ghoul
انطلقت عام 2012 وانتهت عام 2014 وتتكون من 14 مجلّداً
Tokyo Ghoul :re
انطلقت عام 2014 وانتهت عام 2018 وتتكون من 16 مجلّداً
حققت المانجا مبيعات هائلة حول العالم ومراتب متقدّمة نافست بها مانجات شهيرة مثل (one piece) و (Attack on titan)
تعليقات
إرسال تعليق